أندية إندثرت | نادي ويمبلدون بيت من ورق عَصَفه الغضب

ترسخت فكرة منذ القدم بأن رياضة كرة القدم تعتمد إعتماداً كلياً على المال، على الرغم من أن الأندية الموجودة على قمة الهرم تنفق عشرات الملايين من أجل التعاقد مع لاعبين جدد، إلا أن مفهوم المال ليس العامل الأساسي لبقاء النادي على طريق المنافسة أو إندثاره كلياً.

الأخطاء الإدارية أيضًا أحد العوامل التي تهدم إستقرار الأندية، لقد وقع كلاً من ليستر سيتي ولييدز يونايتد في خطأ إداري في وقت أو آخر، لكن كل واحد منهم كان قادراً على العودة لطريق البطولات، فقد فعل ذلك الثعالب في عام 2002 وفاز بالدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2016.

ولكن كان نادي ويمبلدون كبيت من ورق، عصف به غضب الجماهير.

نادي ويمبلدون لكرة القدم

تشكل الفريق عام 1889، بإسم ويمبلدون أولد سينترالز، كان غير تابع للدوري الانجليزي في ذلك التاريخ، لقب بـ الدونزو والومبلز وبـ العصابة المجنونة أيضاً، فازوا بثمانية ألقاب للدوري الهواة، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وثلاث بطولات متتالية للدوري الجنوبي.

إرتقى نادي ويمبلدون بسرعة خلال الثمانينيات، وتمت ترقيته إلى الدرجة الأولى في عام 1986، في قفزة سريعة، بعدما كان يقبع في الدرجة الرابعة.

كان الإرتفاع النيزكي لفريق العصابة المجنونة مثيرًا للإعجاب بدرجة كافية، جاءت لحظة التتويج الحقيقية، عندما تغلب ويمبلدون على ليفربول بطل الدوري في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وبذلك أصبح أحد ثلاثة أندية فقط فازت بكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري الهواة.

بقى النادي في دوري الدرجة الأولى حتى هبوطه في عام 2000، حيث طلب مُلاك النادي من الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم نقل النادي لمنطقة ميلتون كينز، والتي تبعد 90 كيلومتر جنوبا عن مقاطعة ويمبلدون، في خطورة رأوها ضرورية لإنقاذ النادي من الإفلاس.

أغضب ذلك جماهير النادي، التي رأت أن ما يحدث يدمر تقاليد نادي عريق، فلم يقبل الجماهير فكرة أن يكون النادي الخاص بويمبلدون واقعا في مدينة أخرى، بعيداً عن الموقع الأصلي الذي ينتمي له النادي وجماهيره، وهو ما دفع مجموعة كبيرة من الجماهير للإنشقاق وتأسيس نادي جديد بمسمى “ويمبلدون إي إف سي”.

بداية النهاية

حولت معظم الجماهير ولاءها إلى هذا إلى النادي الجديد الذي تم إنشاءه من الصفر، وتراجعت شعبية نادي ويمبلدون.

تراجع أيضاً أداء الفريق ووصل إلى المركز الـ 16 في ترتيب الدوري الإنجليزي، وبعد 12 عامًا من تحقيق الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، هبط الفريق من دوري الدرجة الأولى، وذلك بعد هزيمته بثنائية أمام ساوثهامبتون.

ودفعته الظروف السيئة لتغيير إسم النادي تماما إلى ميلتون كينز دونز، في محاولة جديدة لجذب الجماهير ولكن باءت بالفشل.

يتواجد ويمبلدون حاليا في دوري الدرجة الأولى، وسبق أن هبط إلى الدرجة الثانية ليصبح أول نادي يتأسس في القرن الحادي والعشرين يصل إلى الدرجة الثانية.

الفريق حاليًا في المركز الـ 19 في الدرجة الأولى، بفارق نقطتين فقط عن مراكز الهبوط، فهل سيتمكن من البقاء في الدرجة الأولى؟ ، أم سيهبط مجدداً!