البروفيسور سيدورف.. مابين توهج وإنطفاء
يحتفل الهولندي المخضرم كلارنس سيدورف بعيد ميلاده الـ45، اللاعب الذي لُقب بالبروفيسور، لاعب ميلان وإنتر ميلان الإيطاليين وريال مدريد السابق.
من مواليد 1976 في سورينام، يعتبر كلارنس سيدورف اللاعب الوحيد الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مع ثلاثة أندية هي: أياكس أمستردام وريال مدريد وإيه سي ميلان.
وخاض سيدورف 875 مباراة في مختلف البطولات التي شارك فيها مع الأندية، نجح خلالها في تسجيل 128 هدفا، وتوج بـ20 لقباً متنوعاً، كما سجل ظهوره في 87 مباراة دولية مع المُنتخب الهولندى، أحرز فيها 11 هدفاً، وبعد ذلك إنتقل إلى التدريب في اي سي ميلان.
بدأ سيدورف مسيرته الكروية مع أياكس أمستردام في بداية التسعينات، وقد ساعد الفريق على الفوز بلقب الدوري الهولندي، وفي عام 1995 انتقل إلى نادي سامبدوريا الإيطالي.
وبعد موسم واحد فقط مع النادي الإيطالي تقدم له ريال مدريد لشرائه.
البداية الحقيقية للبروفيسور مع الملكي
وقد أوضح سيدورف طريقة إنتقاله من فريق سامبدوريا الإيطالي للنادي الملكي حيث قال: “ريال مدريد كان يريد التعاقد معي عندما كنت في الرابعة عشر من العمر، ولكن والدي لم يسمح لي بالذهاب من أجل إنهاء الدراسة في هولندا، وافقت في ذلك الوقت”.
وأكمل: “وبعد ذلك ذهبت للعب في إيطاليا، وبعد المباراة الأخيرة لي في الموسم سمعت شخص يقول لي يا كلارنس، هل ستأتي معي لريال مدريد، كان ذلك صوت المدرب فابيو كابيلو”.
وإنتقل إلى الدوري الإسباني، وكانت قدرته الهجومية الكبيرة أحد أهم العوامل التي ساعدت ريال مدريد على الفوز بلقب الدوري الإسباني، وفي الموسم الثاني مع النادي، ساهم وبشكل كبير في فوز الملكي بلقب دوري أبطال أوروبا، ثم فضل العودة إلى إيطاليا وهذه المرة مع إنتر ميلان.
ولكن أوضح سيدورف سبب رحيله عن الملكي في فيديو على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي إنستجرام قائلا: ” لقد علمت أن النادي كان يتفاوض مع أندية أخرى للتعاقد معي، أرسنال وروما ومانشستر يونايتد والنادي كان بحاجة إلى المال وثمني كان باهظاً”.
وأتم: “وبعد ذلك بيوم تلقيت مُكالمة هاتفية من مارتشيلو ليبي مدرب إنتر ميلان، وبدأت رحلتي مع الفريق، الأمر كان لا يُصدق”.
رحلة الألفية الجديدة مع إنتر ميلان
إنتقل سيدورف إلى نادي إنتر ميلان في نهاية عام 1999، بصفقه قدرت بـ23 مليون يورو ليقضي هناك ثلاث مواسم، ولكن لم يقدم مستواه المعهود وكان في أسوأ حالاته الكروية.
وبالرغم من مساعدته للفريق ووصوله إلى نهائي كأس ايطاليا إلا أنهم خسروا المباراة النهائيه.
لقد سجل سيدروف مع إنتر ميلان خلال 93 مباراة، 14 هدفاً فقط!
وفى إطار صفقة تبادلية كان طرفها الآخر فرانشيسكو كوكو، إنتقل الهولندي لنادي إيه سي ميلان غريم نادي إنتر ميلان.
سيدروف والتوهج مع الروسونيري
أصبح سيدورف دعامة أساسية في خط وسط ميلان، حيث أمضى عشر سنوات رائعة في سان سيرو.
حصد الهولندي العديد من الجوائز الى جانب فريقه الجديد وشملت: لقبين في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وكأس إيطاليا مرة واحدة، وكأس دوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس السوبر الأوروبي مرتين، وكأس العالم للأندية مرتين وكأسين للسوبر.
لقد صنع إسمه في تلك الفترة الزمنية، كواحد من أمهر لاعبي خط الوسط على الإطلاق، فلقد حصد 62 هدفاً خلال 432 مُباراة مع ميلان، بينما إحتل المرتبة التاسعة في قائمة الهدافين الأجانب برصيد 63 هدفًا.
أعلن كلارنس سيدورف إغلاق صفحة دامت لعشر سنوات مع الميلان بإعلانه الرحيل لإنتهاء عقده مع ميلان.
حيث ودع مشجعيه قائلاً: “لقد كانت 10 سنوات عظيمة، و علي أن أشكر النادي و المشجعين و إيطاليا”.
حجرة عثرة في مسيرة سيدروف الدولية
لعب سيدورف 77 مباراة دولية مع منتخب هولندا لكرة القدم، ولعب مع المنتخب في كأس أوروبا، ولعب في كأس العالم، وكانت آخر مشاركة له في مباراة مع المنتخب الهولندي في كأس أوروبا 2004 أمام منتخب البرتغال لكرة القدم.
وإنتهت مسيرته الدولية بعد خلاف مع المدير ماركو فان باستن مدرب المنتخب الهولندي، فمنذ أن إستلم باستن تدريب منتخب هولندا لكرة القدم، لم يختار البروفسير إلى تشكيله المنتخب.
سيدروف والحقبة الأخيرة مع بوتافوجو ريغاتاس
بعمر الـ 36 يفكر أي لاعب لكرة القدم، في الحصول على الراحة وينهي مسيرته بالشكل الذي يرضيه، لكن سيدورف كان له رأي آخر، خاصة مع محافظته على العامل البدني والجسماني في أفضل مستوياته.
لقد إستمر اللاعب بتوقيع عقد جديد مع الفريق البرازيلي بوتافوجو ريغاتاس، وصرح سيدورف بعد سنوات سبب تفضيله البرازيل على العروض الأخرى حيث قال: “كدت أذهب إلى الصين أو الولايات المتحدة، ولكن تاريخ بوتافوجو كان له تأثيره، لقد كان أيضا تحدًيا مع إبتعادهم لسنوات عديدة عن كوبا ليبرتادوريس”.
والبداية كانت ناجحة مع النادي، فقد حقق لقب ولاية ريو دي جانيرو “كامبيوناتو كاريوكا”، وفي الدوري البرازيلي خسر الفريق 3 مباريات فقط في أول 21 جولة وكان منافسا لـ كروزيرو على لقب الدوري.
لقد حصد البروفسيور 24 هدفاً داخل أراضي كوبا كابانا، إلى أن أنهي مسيرته كلاعب كرة قدم ليتجه بعد ذلك إلى التدريب.
وخلال مؤتمر صحفي أعلن الهولندي الذي بعمر الـ 37 إعتزاله رسمياً حيث قال: “سأنهي مسيرتي بهدوء، لقد رحبت بي البرازيل بأذرع مفتوحة، لن أنسى ذلك أبدا”.
بداية عهد جديد للبروفيسور
في 2014 تم الإعلان عن تولي سيدورف تدريب نادي إيه سي ميلان بدلاً من ماسيميليانو أليغري، وتم توقيع العقد لمدة عامين.
ولكن توج أول خطواته في عهده الجديد بالفشل، حيث تلقى الفريق عدد من الخسائر تحت إشرافه، مما جعل إدارة النادي تفكر في إيجاد بديل له بنهاية الموسم من خلال التعاقد مع مدرب آخر.
وعلل سيدروف لاحقاً سبب فشله، حيث ذكر: “كانت هناك فوضى عارمة في النادي في ذلك الوقت، لقد كانت خيبة أمل كبيرة بالنسبة لي، لا يزال يؤلمني لأنني أحب أن أبقى لفترة أطول”.
وبعد إخفاقه مع ميلان، انتقل لتدريب فريق شينزين الصينى في عام 2016، وبعدما قاد ديبورتيفو لاكورونيا الإسبانى واستمر معه 3 أشهر فقط، قبل أن يخوض تجربته الأولى مع المنتخبات وتحديدا المنتخب الكاميرونى بين عامي 2018 و2019.
ولكن مرة أخرى يتوج تدريبه بخيبة أمل، فبعد خروج حامل اللقب من كأس أمم أفريقيا، تمت إقالته من منصبه، وحسب تقارير صحفية عن وزير الرياضة: “سيدورف ورط نفسه في مشاكل عديدة مع اللاعبين، وتسبب في خروج الكاميرون من بطولة أمم أفريقية، كما أنه كان فاشلاً في التعامل مع الجهاز الفني”.
حيث حقق مع الأسود 13 مباراة، حصد خلالها 4 إنتصارات، وتعادل في 5 مباريات، وخسر 4 لقاءات.
هناك الكثير من لاعبى كرة القدم قد يصلوا الى نهاية مسيرتهم الكروية، ولكنهم لا يعرفون ماذا يفعلون، فهم لم يفكروا فى هذه اللحظه، ولكن يبقى الأمل.
فقد علق سيدروف على مثل هذا الأمور الصعبه قائلا: ” في أفضل أو أسوأ السيناريوهات، أنا أعرف أن خبرتي الخاصة ومعرفتى بكيفية مجاراة العمل في كرة القدم، ستدفعني للتأقلم مع حياتي كيفما كانت”.
ولكن تظل محاولات سيدروف مستمرة من أجل مُستقبل أفضل، فهو يتجه حالياً للدراسة من أجل الحصول على درجة الماجستير في التدريب بجامعة بوكونى في ميلانو.
