حواديت بالجول | كان ساديو ماني في القاع والآن هو هنا!

نروي لكم حكاية ساديو ماني فتى الـ 16، منذ أن كان يائسًا جدًا ليصبح لاعب كرة قدم محترف، لدرجة أنه كان على إستعداد لفعل كل ما يتطلبه الأمر.
في بداية الرواية، ومع عدم سماح والديه له بمغادرة المدرسة، حزم أغراضه وهرب، كان هدف ماني الوحيد أن يشق طريقه إلى داكار، عاصمة السنغال.
هرب ماني بالفعل بعد أن أخبر صديقه المقرب فقط عن خطته.
الهروب هو الحل!
وذكر ماني: “عند غروب الشمس، اختبأت في العشب الطويل، أمام منزلي، وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي، غادرت دون أن أخبر أي شخص باستثناء صديقي المفضل”.
واكمل: “مشيت لفترة طويلة للقاء صديق أقرضني بعض المال حتى أتمكن من ركوب الحافلة إلى داكار”.
سرعان ما حصل ماني على مكان للإقامة وبدأ التدريب مع الفرق، لكن والديه كانا قلقين وسرعان ما اكتشفوا المكان الذي ذهب إليه بعد أن ضغطوا على رفيقه.
ومع ذلك، فقد حصل في النهاية على موافقتهم على الذهاب لبداية طريقه.
وأضاف ماني: “لقد إستقبلتني عائلة لم أكن أعرفها في داكار، وشاركت على الفور في دورات تدريبية في فرق معترف بها، لكن والداي كانا يبحثان عني في كل مكان”.
وأردف: “لقد كانوا مقتنعين بأن أعز أصدقائي يعرف مكاني، لقد صمد ولم يقل شيئًا، لكن عائلتي وعائلته، مارسوا ضغوطًا شديدة عليه، وفي النهاية سلمني”.
وواصل: “اتصل بي والداي بعد ذلك للمطالبة بالعودة إلى المنزل، لم أرغب في ذلك لأنني كنت أشعر بالخجل من العودة ولكن انتهى بي الأمر بالموافقة على شرط السماح لي بتجربة حظي في كرة القدم”.
بداية الكفاح
بعد التحاقه بأكاديمية كرة القدم السنغالية، انضم ماني إلى إف سي ميتز في فرنسا، قبل أن ينطلق مسيرته مع فريق ريد بول سالزبورج في النمسا.
إنتقل ماني إلى ساوثهامبتون الإنجليزي مقابل رسوم انتقال قياسية للنادي قدرها 11.8 مليون جنيه إسترليني، وهناك سجل رقمًا قياسيًا جديدًا في الدوري الإنجليزي الممتاز بتسجيله لأسرع هاتريك، وسجل الهاتريك في 176 ثانية في الفوز 6–1 على أستون فيلا في عام 2015.
وأثبت نفسه كواحد من أكثر المهاجمين دموية في العالم مع ليفربول بعد أن جعلته حركته البالغة 34 مليون جنيه إسترليني أغلى لاعب كرة قدم أفريقي في التاريخ.
لكن لم يكن كل شيء سهل بالنسبة لماني، عندما حضر أولى إختباراته لإختيار اللاعبين الجدد بالفرق، وشعر أنه في غير محله تمامًا، سخر منه شباب آخرون ولم يكن لديه معدات ترقى إلى المستوى المطلوب.
اعترف ماني: “كان هناك 200 أو 300 شاب ينتظرون في الصف للحصول على فرصتهم، لقد بدأ الأمر بشكل سيء بالنسبة لي لأنني عندما قدمت نفسي، سخروا مني”.
وواصل: “لم أكن أبدو كلاعب كرة قدم، كنت أرتدي سروالًا لا يشبه شورت كرة القدم، وكانت حذائي لكرة القدم ممزقًا تمامًا على الجانبين وقد أصلحته بالأسلاك بأفضل ما أستطيع”.
وأكمل ساخراَ: “أولئك الذين أشرفوا على التجارب كانوا ينظرون إلي بتعابير وجه غريبة، هل تريد حقًا أن تصبح لاعب كرة قدم! ولكنهم قبلوني، وكانت تلك بداية مغامرتي”.
لا أحد يسخر من ماني الآن، لقد فاز العام الماضي بدوري أبطال أوروبا مع ليفربول وهو الآن مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية، بدأ من القاع، والآن هو هنا…