قصة اليوم عن أحد الفرق التى بالرغم من قلة خبراتها وضعف إمكانياتها إلا أنها تركت بصمة فى الكرة المصرية، كما أن لها مذاقا خاصا فى اللعب أمام الفرق الكبيرة.
نادى الكروم هو من أندية الشركات، وهو نادي تابع لشركة الكروم والتقطير المصرية، تاريخ تأسيسه يعود لعام 1972، وبعد خمسة أعوام من تأسيسه قام بالصعود لأول مرة للدورى الممتاز.
نادى الكروم يحوز على تاريخ كبير فقد شارك في الدوري الممتاز 11 مرة، وفى كأس مصر 17 مرة، وكان مصنع للعديد من النجوم، مثل شادى محمد كابتن الأهلى السابق وإسلام الشاطر نجم الأهلى والزمالك السابق.
الكروم “يقع ويقوم .. ويقوم ويقع”
كان فريق الكروم دائم الهبوط والصعود بين الدوري الممتاز والدرجة الثانية، حتى حل عليه عام 1997 ليظل في الخلف قبل أن يتم تجميد نشاطاته.
لم يتمكن نادي الكروم من البقاء في الدوري الممتاز لأكثر من ثلاث مواسم متتالية بالرغم من صعوده أكثر من مرة له، فبعد أول صعود للنادي ظل فقط للموسم التالي ثم هبط، وفي موسم 82-1983، أي بعد هبوطه بموسم، عاد للدرجة الممتازة مجددا ليهبط في موسم 83-84، ليشق رحلة صعبة قبل تمكنه من الصعود مجددا في موسم 90-1991، هبط في نفس الموسم، ورغم ذلك فكانت تلك أفضل المواسم التي لعبها الفريق، حتى موسم 96-97 ليهبط مجددا ولكن في قصة من أغرب قصص الدوري المصري.
واستطاع الكروم أن يصعد مجددا في موسم 98-1999 وأستمر لثلاث مواسم في أطول فترة له في الدوري حيث هبط في نهاية موسم 2000-2001، ثم عاد للظهور في موسم 2003-2004 وهبط في نهايته بإحتلاله المركز الأخير.
وكان أخر ظهور له في موسم 2005-2006 لتنتهي قصة نادي الكروم مع الكرة المصرية حيث تم تجميد نشاط كرة القدم ولم يعد للنادي فريق يمارس كرة القدم.
خلال تلك الرحلة المرهقة من الصعود والهبوط كانت أبرز لقطات فريق الكروم المضيئة هي فوز لاعبه أيمن شوقي موسم 83-1984 بلقب هداف الدوري برصيد 8 أهداف علي الرغم من أحتلال الفريق المركز 12 والأخير وهبوطة هذا الموسم.
الليل وإعادة المباراة والهبوط
أثناء وجود النادي في الدرجو الممتاز في موسم 1966-1997 كان لهبوطه قصة غريبة، فكان قد تساوت نقاطه مع فريقي منتخب السويس وجمهورية شبين، ليقوم الثلاث قرق بلعب دورة ثلاثية، ويدخ الكروم مباراته الأخيرة أمام منتخب السويس الذي يملك فرصة التعادل او الخسارة بفارق هدف ليبقى في الدوري.
وبالفعل تقدم فريق الكروم بهدف لهدافه التاريخي عبد الناصر محمد في بداية اللقاء ثم أحرز لاعبي السويس هدف والذي ألغي بداعي التسلسل، ليحدث احتجاجات قوية من فريق السويس مما أخر استئناف المباراة حتى حل الظلام على الملعب، ويصبح بذلك من الصعب استكمال اللقاء ليقرر إعادته مرة أخرى.
وفي مباراة الإعادة ينهزم فريق الكروم بثنائية ويهبط رفقة جمهورية شبين ليبقى منتخب السويس في الدرجة الممتازة
تجميد نشاط النادي
في العام 2006 أعلن أحمد أبو الدهب رئيس شركة الكروم والتقطير المصرية تجميد النادي، لتكتب بذلك نهاية الفريق ويعدم وجوده من خارطة الكرة المصرية.
وكان قد علق ملك الإفيهات الكروية ونجم الأولمبي الأسبق محمود بكر على إيقاف النشاط الرياضى بالكروم رغم تاريخه الطويل قائلاً: “مصير أندية الشركات دائمًا ما يكون مرتبطًا بمجالس الإدارة والأشخاص الموجودين على رأسها، فربما يكونوا أشخاصًا محبين للرياضة، فيدعمونه، بينما آخرون لا يرونها ذات قيمة، فيتم سحب البساط من تحت أقدام كرة القدم والرياضة بشكل عام بالنادى”.
