تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، قد تكون جولتا الليغا الأخيرتين هما أكثر جولات كرة القدم تصديقًا لهذا القول، جولتان انطلقتا في أشد أوقات إسبانيا تعصبًا، في الوقت الذي اقترب فيه إقليم كتالونيا أكثر من أي وقت آخر من تحقيق الانتصار المروم منذ عشرات السنوات، وتحقيق الانفصال عن المملكة الإسبانية بعد سنوات من الصراع.
وفي الوقت ذاته استضاف فريق برشلونة، أكبر ممثلي الإقليم الكتالوني في الليغا، فريق لاس بالماس الإسباني، ثم حل فريق اسبانيول، ثاني أكر ممثلي الإقليم، ضيفًا على فريق ريال مدريد، أكبر ممثلي إسبانيا على الإطلاق، قبل أن يعود الدوري الإسباني بعد توقف قصير بمباراة نارية بين أتلتيكو مدريد، ثاني أكبر ممثلي إسبانيا، وممثل كتالونيا الأول برشلونة.
ولا شك أن مثل تلك الأجواء المشحونة قبل تلك المباراة ستزيد من سخونتها، خاصةً وأن الفريقين يمتلكان سجلًا حافلًا من المواجهات الساخنة في مختلف البطولات، لا سيما في السنوات الأخيرة التي بات فيها “الروخوبلانكوس” أحد أبرز المنافسين على مختلف البطولات المحلية والقارية، “بالجول” يستعرض تاريخ مواجهات الفريقين قبل مباراة الليلة..
برشلونة يتفوق على أتلتيكو مدريد.. حتى في الكالديرون..
التقى الفريقان بشكل عام من قبل في 220 مباراة في مختلف البطولات، نجح خلالها الفريق الكتالوني في الفوز بـ99 مباراة، مقابل 70 انتصارًا لفريق أتلتيكو مدريد، فيما انتهت 51 مباراة بالتعادل.
وعلى الرغم من أن مباباة اللية ستكون على الملعب الجديد واندا ميتروبوليتانو، والذي لم يلتقي عليه الفريقان من قبل، إلا أن ملعب أتلتيكو مدريد الأقدم فيسنتي كالديرون يشهد أيضًا بالتفوق للفريق الكتالوني، إذ التقيا عليه من قبل في 110 مباراة، نجح خلالها فريق العاصمة الإسبانية في الفوز بـ36 مباراة، مقابل 51 انتصارًا للفريق الكتالوني، و23 تعادلًا.
مباراة ميسي..
يبدو أن الجناح الأرجنتيني ليونيل ميسي شغوف بمباريات فرق العاصمة الإسبانية، فكما بات هو العنصر المخيف الأكبر لفريق ريال مدريد، بات أيضًا أكبر مخيفي جاره أتلتيكو مدريد، إذ بات “ميسي” في غضون سنوات قليلة هو هداف مباريات الفريقين بـ25 هدفًا، سجلها خلال 34 مباراة من مباريات الفريقين، بمعدل هدف في كل مباراة ونصف تقريبًا.
عقدة دييغو سيميوني..
في الشطر الأول من البيت الذي افتتحنا به هذا التقرير، يأتي قول الشاعر “ما كل ما يتمنى المرء يدركه”، وهو ما ينطبق على المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، المدير الفني لفريق أتلتيكو مدريد، الذي بات عقدة كبيرة للفريق الكتالوني في بطولة دوري أبطال أوروبا منذ توليه المسؤولية عام 2011.
منذ توليه المسؤولية واجه فريق العاصمة الإسبانية فريق برشلونة في 4 مباريات ببطولة دوري أبطال أوروبا، بمناسبتين، كلاهما بالدور ربع النهائي من البطولة، بنسختي 2014 و2016، ولم يستطع الفريق الكتالوني حصد التأهل في أي مناسبة منهما، إذ خرج من الأولى بعد تعادل وهزيمة، ومن الثانية بعد فوز وهزيمة، ليكون أتلتيكو “سيميوني” هو عقدة برشلونة في دوري الأبطال.
ولكن على الجانب الآخر، بدى فريق برشلونة هو عقدة “الروخوبلانكوس” فيما عدا من بطولات، وتحديدًا في بطولة الدوري، فمن بين 11 مباراة التقى فيها الفريقان بالليغا في عهد المدرب الأرجنتيني، نجح فريق برشلونة في الفوز بـ8 مباريات، فيما انتهت 3 مباريات بالتعادل، بينما لم يتمكن “الأتليتي” من الفوز بأي مباراة.
يُذكر أن فريق برشلونة يقدم بداية استثنائية لهذا الموسم، إذ تمكن من الفوز في مبارياته السبعة الأولى بالليغا، ليحتل صدارة الترتيب برصيد 21 نقطة.
