تحقيق | حصاد تدخل المال في كرة القدم

توصلت دراسة جديدة إلى أنه قبل وأثناء وبعد الركود الاقتصادي، زادت رواتب مدربي كرة القدم في أي مكان من 3 إلى 10 مرات.

وشهدت لجنة الأوراق المالية والبورصات أعلى ارتفاع في رواتب تدريب كرة القدم خلال فترة الركود الكبير.

خلال مؤتمر تم عقده لدارسة ارتفاع رواتب المدربين، تبين أن زادت رواتب مدربي كرة القدم بنسبة 128.9٪، من 3.147.149 دولارًا إلى 6928.989 دولارًا، حيث ارتفعت رواتب كرة القدم بنسبة 46.4 في المائة.

إن اتحادات كرة القدم في بعض الدول الكبرى مثل إسبانيا وألمانيا والبرازيل وفرنسا على سبيل المثال، في وضع جيد لدفع رواتب مدربيها بشكل هائل، حيث يكسب البعض الملايين.

وفي السنوات الخمس الماضية، إكتسبت كرة القدم الصينية سمعة طيبة لأنها تدفع للاعبي كرة القدم بعضًا من أكبر الرواتب في العالم، ويمتد ذلك أيضًا إلى المدربين.

كان المدرب الإيطالي الأسطوري مارتشيلو ليبي مؤخرًا على رأس المنتخب الصيني، ووفقًا للتقارير، فقد كان يتقاضى 28 مليون دولار (21 مليون جنيه إسترليني) سنويًا.

وبالمقارنة برواتب بعض الأندية الأخرى والتي تحتل ترتيب أعلى في الفيفا، فإنه يعتبر راتب مرتفع للغاية!

وكمثال أخر فإن مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف، هو المدير الأعلى أجرًا في كأس العالم 2018، حيث حصل على 3.9 مليون يورو (3.5 مليون جنيه إسترليني / 4.5 مليون دولار) سنويًا، وذلك على الرغم من تحمله بطولة صعبة في روسيا على عكس المدرب الصيني السابق!

حصل مدرب منتخب فرنسا، ديدييه ديشامب ، على راتبه البالغ 3.5 مليون يورو (4 مليون دولار / 3 ملايين جنيه إسترليني) في الصيف الماضي عندما حقق لقب الدوري الفرنسي للمرة الثانية.

ويقال إن ستانيسلاف تشيرشيسوف، المدير الفني لروسيا، حصل على 2.6 مليون يورو (2.2 مليون جنيه إسترليني / 3 ملايين دولار) مقابل دوره، وهذا الرقم ليس مفاجئًا بالنظر إلى الأموال المعروضة في الأندية الروسية مثل زينيت.

حيث يتقاضى المديرون الدوليون رواتب أقل بكثير من مديري الأندية، على الرغم من وجود استثناءات عرضية.

إن دور المدرب الرئيسي على مستوى النادي مختلف تمامًا ومما لا شك فيه أنه أكثر كثافة في الاستعداد للمبارايات، ومن ناحية أخرى ،لا يخوض المدربين الدوليون سوى عدد قليل من المباريات كل عام.

حيث يتقاضى بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني (26 مليون دولار) سنويًا مقابل دوره في النادي.

بينما حصل جوزيه مورينيو على 15 مليون جنيه إسترليني (20 مليون دولار) سنويًا في مانشستر يونايتد سابقاً قبل إنتقاله إلى روما.

على الصعيد العربي

تجدد الجدل الدائر حول سقف رواتب اللاعبين والمدربين في الأيام الأخيرة، مع ردود فعل جماهير الكرة الإماراتية.

بالإضافة إلى تلميحات عدد من مسؤولي الرياضة في الدولة عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن وجود تجاوزات للسقف الرسمي المحدد من قبل اتحاد كرة القدم في يونيو 2017.

والذي قام بإرسال نسخة منه إلى الأندية لتطبيقه بشكل مباشر، اعتباراً من الموسم الكروي الأخير، وبهدف الحد من المغالاة في راتب اللاعبين المواطنين والمدربين.

في دراسة أجريت عام 2017، إستعرضت بعض رواتب المدربين المصريين، حيث قرر النادي الأهلي رفع راتب حسام البدري المدير الفني للفريق إلى 600 ألف جنيه شهريا (33 ألف دولار).

الأمر الذي يبرز إلى حد كبير الفجوة الموجودة في الرواتب بين مدربي قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، وباقي مدربي أغلب فرق الدوري المصري.

ففي الوقت الذي توقف فيه راتب بعض المدربين عند أقل من 1600 دولار شهريا، يحصل البدري على 33 ألفا، بينما حصل البرتغالي أوجوستو إيناسيو المدير الفني للزمالك السابق، ومعاونوه الأجانب على 42 ألف دولار شهريا.

علاقة إرتفاع رواتب المدربين بإرتفاع أسعار تذاكر المباريات

في عام 2007، وخلال مؤتمر صحفي، أعرب جيري ساتكليف وزير الرياضة البريطاني السابق، عن غضبه من الضرر الذي يتلقاه مشجعي كرة القدم محدودي الدخل الذين باتوا المتضرر الأول من السياسات المالية للأندية الإنجليزية.

وضرب ساتكليف مثالا براتب جون تيري قائد نادي تشيلسي والمنتخب الإنجليزي السابق، والذي قال إنه “فضيحة”.

بالإضافة إلى تطرقه لحديث يتعلق بأسعار تذاكر المباريات والتي قال عنها إنها باهظة الثمن وتهدد بانصراف الجماهير عن الملاعب.

وانتقد الوزير قرار مانشستر يونايتد في عام 2007، برفع أسعار تذاكر مبارياته بنسبة 13%، ما يهدد بحرمان الجمهور العادي من مشاهدة فريقه من الملعب.

وعلى الرغم من الاعتراضات الكبيرة من مسؤولي الأندية على تصريحات ساتكليف بشأن الرواتب وأسعار التذاكر، فإن هيئة الإذاعة البريطانية قالت في ذلك الوقت في تقرير لها إن الجماهير رحبت برؤية الوزير.

بالإضافة إلى حصوله على تأييد من إتحاد مشجعي فريق مانشستر يونايتد، والذين حثوا الوزير على البحث لإيقاف هذا الأمر.

مرحلة تصحيح سوق كرة القدم

بدأت تلك المرحلة في أوروبا والصين للحد من الأسعار المهولة للاعبي كرة القدم والمدربين، خاصة عقب إنتشار فيروس كورونال المستجد.

وبسبب المبالغة في أسعار المدربين، من المتوقع أن يشهد السوق في الأيام المقبلة العديد من المدربين العاطلين عن العمل وبلا أندية تضمهم.

وقد تكون بعض تلك الأسماء العاطلة أسماء كان لها ثقلها في الساحرة المستديرة!