يقدم لكم موقع بالجول، خلال شهر رمضان عدد من القصص المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، لتسلية متابعينا الاعزاء خلال الشهر الكريم، وقصة اليوم عن أحمد نوير أحد لاعبي منتخب جزر الهند الشرقية الهولندية.
منتخب جزر الهند الشرقية الهولندية هو نتاج للتوسع الاستعماري الهولندي في منطقة شرق آسيا، وظهر الاسم “إندونيسيا” للإشارة له في مطلع القرن الـ 19.
وبعد استسلام اليابان في أغسطس 1945، أعلن الوطنيون الإندونيسيون الاستقلال، والذي دافعوا عنه بخوضهم الثورة الوطنية الإندونيسية.
كان أحمد نوير طبيب وقائد ولاعب منتخب جزر الهند الشرقية الهولندية والتي استقلت لتصبح اندونيسيا. كان طبيب المنتخب وقائده يلعب في مركز وسط الملعب وكان يلعب مرتديا نظارة طبية.
وكان نوير هو اللاعب الوحيد في كرة قدم الذي يخوض المونديال مرتديا نظارات طبية عادية طوال تاريخ كأس العالم.
وفي مونديال عام 1935 كانت منتخب جزر الهند الشرقية هو أول ظهور آسيوي في كأس العالم.
كان يجب على منتخب جزر الهند الشرقية حتى من التأهل لنهائيات كأس العالم مواجهة منتخب اليابان في التصفيات، لكن انسحب اليابان مما جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم يضطر لإقامة مباراة تأهيلية أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية الذي لم يتمكن من الحضور.
وبذلك مُنح المنتخب القادم من جنوب شرق آسيا دخولاً تلقائياً إلى منافسات كأس العالم 1938 في فرنسا. وبدأ بذلك رحلته المضنية لمسافة 11 ألف كلم إلى مدينة مرسيليا، حيث استقل فريقهم القطار باتجاه أمستردام عبر باريس.
وفي 5 يونيو 1938 قام منتخب جزر الهند الشرقية بارتداء قمصاناً باللون البرتقالي أثناء نزوله إلى أرضية الملعب، وهي تشبه إلى حد كبير قمصان الدولة المستعمرة.
كانت المباراة بين المجر وجزر الهند الشرقية مثيرة حيث كان قائدا كلا المنتخبين يحملان شهادة الطب فكان جيورجي ساروسي الهنجاري واحداً من أعظم اللاعبين في عصره بالإضافة إلى كونه طبيباً، في حين أن لاعب منتخب جزر الهند الشرقية الهولندية أحمد نوير ارتدى نظارته في الملعب في هذه البطولة التاريخية.
وكان نوير هو آخر من يُسمح له بارتداء نظارات طبية في نهائيات كأس العالم حتى قام بذلك نجم منتخب هولندا إدغار دافيدز بعد 60 عاماً.
وعلى أرض الملعب، سرعان ما أتضح لمن ستكون الغلبة، فقام المنتخب المجري بالمبادرة وتقدم في النتيجة عبر لاعبه فيموس كوهت بعد 13 دقيقة فقط من بدء اللقاء، وعاد ليضيف هدفاً آخر خلال الدقيقتين اللاحقتين.
ومع نهاية الشوط الأول أصبحت النتيجة 4-0، فزاد الهدافين بجيولا تسينجلير وساروسي. وفي الشوط الثاني هدأت الأوضاع قليلاٌ ولكن عاد تسينجلير وساروسي ليسجلا هدفين مرة أخرى، لتصبح النتيجة 6-0.
هذه النتيجة أثبتتمدى قوة المجريين وأظهرت قلة الخبرة لدى المنتخب الآسيوي، وبعد ذلك واصل المنتخب المجري مسيرته في البطولة، متخطياً سويسرا والسويد في طريقه إلى المباراة النهائية، قبل أن يخسر بنتيجة 2-4 أمام إيطاليا.
أما بالنسبة إلى منتخب جزر الهند الشرقية الهولندية، فسيتم ذكر اسمه في كتب التاريخ بصفته المنتخب الآسيوي الوحيد الذي شارك في نهائيات كأس العالم قبل تشكيل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
