ليست مجرد مهارة.. إنها أم تصنع أسطورة
يقول شيكسبير: لا توجد في الدنيا وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغرها، ففضل الأم عظيم، ولها عظيم الأثر على حياة أولادها وأسرتها، فالعديد من الأمهات أعطت العالم أساطير، كالأساطير الكروية الشهيرة مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
لأمهات أساطير الساحرة المستديرة فضل كبير في وصولهم لتلك المكانة، ومساندتهم منذ الطفولة وحتي الوصول لتلقي أفضل الجوائز العالمية.
والدة رونالدو (دولوريس أفييرو)
في كل مرة تتاح الفرصة للاعب الكرة العالمي كريستيانو رونالدو، يشيد بفضل والدته في وصوله لتلك المرحلة، بل وأنها الداعم الأساسي والوحيد له منذ طفولته.
رونالدو المولود في حي سانت أنطونيو في مدينة فونشال ماديرا البرتغالية بتاريخ 5 فبراير عام 1985، بدأ حياته وسط أسرة متوسط مالياً، فقد كانت والدة رونالدو هي الدافع الأساسي له للتقدم والتطور في عالم كرة القدم، لقد دفعته على الانضمام لنادي أندورينها للهواة، ثم انتقل فريق مدينته ماديرا، الذي كان بوابته للانتقال إلى أكاديمية سبورتينج لشبونة، الذي وقع معه أول عقد احترافي كلاعب.
وحتى الآن ترافق دولوريس أفييرو، إبنها بأغلب المُباريات، تقوم بتشجعيه ومساندته، بينما أعتاد هو على توجيه التحية لها عندما يهز شباك الخصوم ويسجل الأهداف.
لم تتوقف المساندات التي قدمتها دولوريس عند ذلك الحد، فلم يكن هناك فرصة إلا وأظهرت دعمها وتشجعيها.
خلال وصول رونالدو إلي الدور النهائي من جائزة الكرة الذهبية لأحسن لاعب في العالم بسنة 2015، ساندت الأم إبنها بطريقتها الخاصة فقد ذكرت خلال تعليق على صورة نشرتها عبر وسائل التواصل الإجتماعي: “يمكن أن تفوز بالجائزة كما يمكن أن تخفق في المبتغى، لكن بالنسبة لي ستظل دائما أحسن لاعب في العالم”.
لم يقف الأمر عند فقد حصد الجوائز والنجاحات، فالأم ظلت أيضا تقدم الدعم في وقت المحن.
وعند الإنتقادات التي طالت رونالدو عند وصوله إلي سن الـ 33 علقت والدته بعد تحقيقه هدفا تاريخياً في المُباراة أمام غيرونا: “عليهم الآن أن يقولون لديه 33 عاماً، وعليه أن يعتزل كرة القدم”.
عندما فاجئ مهاجم مدريد الجميع بالانتقال إلى يوفنتوس في صيف(2018-2019)، راغباً في خوض تحدي جديد، عبرت والدته أيضاً عن مساندتها له في تلك المرحلة فقد ذكرت أنه سيقدم الكثير للنادي ولازال أفضل مهاجم شهدته الملاعب.
وأخيراً وليس أخراً، في الفتره الاخيرة، وبعد إصابة رونالدو بعدوى فيروس كورونا المستجد، أوضحت والدة اللاعب مساندتها ودعمها له واصفةً تلك الفترة بالحرب الجديدة، وقالت: ” المحاربين العظام يبتليهم الله بمعارك كبيرة”.
والدة ليونيل ميسي: “سيليا ماريا كوتشيتيني”
يُعتبر ميسي أفضل لاعب في العالم ويعتبره الكثيرون من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، لقد حصد ستة جوائز من الكرة الذهبية، وهو صاحب الرقم القياسي بستة أحذية ذهبية أوروبية.
ميسي الذي يدين بالفضل لوالدته الداعمة له، والذي يحمل وشمًا لوجهها فوق ظهره، دائما ما يظهر فضل والدته في الوصول لتلك المرحلة وحصوده جميع الألقاب.
سيليا التي عبرت عن تقديرها لإبنها حيث قالت: “ميسى مميز على المستوى الشخصى فهو إنسان جيد وأب عظيم”.
وفي تصريحات لها ذكرت: “عندما كان ميسي طفلا كان مزعجاً جداً داخل المنزل، ولكن خارجه كان هادئاً جدا، لم يكن يحب أبدا أن يخسر، لم يكن أحد من العائلة يحب أن يلعب معه لعبة الأوراق، لأننا كنا نعلم أنه عاجلا أو آجلا سيغش ليفوز، وكل مرة كان يقترب من الخسارة، كان يخلط الأوراق لكي لا يخسر”.
وعن تشجيعه للعب كرة القدم : “جدته كانت ترافق صغار العائله للتدريبات، هي من أصرت أن يلعب ليو معهم، كانت تخاف عليه لكي لا يتأذى، من المحزن أن جدته لم تتمكن من رؤيته الاَن، توفيت وعمر ليو 10 سنوات، لكن من يعلم، ربما من السماء تشاهد ما زرعت في حفيدها التي أحبته كثيرا”.
هي دائما تدافع عنه في الأوقات المظلمة، وكذلك داعمة لها حيث عقب تتويج أسطورة الأرجنتين بجائزة الكرة الذهبية للمرة السادسة فى تاريخه، صرحت: ” فوجئت بتتويج نجم برشلونة بجائزة الكرة الذهبية للمرة السادسة فى تاريخه، لقد كانت مفاجأة سارة للعائلة بأكملها”.
ودائما ما تُعرب عن حزنها عندما تظهر الإنتقادات بأنه لايؤدي بشكل جيد مع المنتخب، أو أنه يتواجد بسبب إلتزامه فقط، ولم تمر فرصة حتى وأظهرت دعمها وذكرت: “لحسن الحظ أن الناس تحبه وتحبه بشدة، وينقلون له هذه المشاعر التي تساعده كثيرا، وأنا أيضا أقوم بذلك”.
وتشيد بفضل منتخب الأرجنتين وتذكر أن ميسي مدين لمنتخب الأرجنتين، لكن دائما ما تكون هناك عثرات.
فوجئ جماهير الفريق في ملعب الكامب نو عام 2017، بمجرد نزول ليونيل ميسي إلى أرض الملعب مرتديًا قميصه المعتاد لكن باسم مختلف، وهو سيليا.
حيث نشر الحساب الرسمي لفريق برشلونة، تشكيلة الفريق التي ستبدأ المباراة، بأسماء أمهات اللاعبين، وأشار بأن تلك هي أسماء الأبطال الحقيقيين هذا الموسم وكل موسم.
فلم تكن يوماً مجرد أم، بل إنها أم تصنع أسطورة.
