مسلسل البروفيسور (3) | رحلة الـ 22 عامًا مع أرسنال
يقدم لكم موقع بالجول خلال شهر رمضان الكريم مسلسل أرسين فينجر، المدرب الأسطوري لنادي أرسنال، ونعيش معه مقطفات هامة من قصة حياته، وكيف بنى مجد قلعة الترسانة، وحافظ على النادي، وتراث الجانرز بأقل النفقات وأقل جودة من اللاعبين في الدوري الإنجليزي، الذي يعد الأقوي في العالم.
لي ديكسون لاعب أرسنال السابق: “وقف اللاعبون أمامنا وأمامنا هذا الرجل الطويل البنية الذي لم يعط أي انطباع على الإطلاق بكونه مديرًا لكرة القدم”.
بدايتي في تدريب أرسنال كان يشوبها العديد من الشكوك خاصة مع عدم تعميم فكرة المدرب الأجنبي في إنجلترا حينها، بالإضافة لرغبتي في فرض سيطرتي على اللاعبين وإقناعهم بي.
ماذا يعرف هذا الفرنسي عن كرة القدم يرتدي نظارات ويشبه المفتش كلوزو، لن يكون جيدًا مثل جورج جراهام. هل هو حتى يستطيع التحدث باللغة الإنجليزية بشكل صحيح؟ – توني آدامز (قائد أرسنال)
قمت بتكوين علاقة قوية مع اللاعبين خاصة، قدماء الفريق، واقنعتهم بإن مستقبلهم مع الفريق مستمر، وأول قرارتي هو الإنضباط في التدريبات، والمكافأة كانت زيادة رواتب اللاعبين.
منعت المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى استخدام الفيتامينات والكرياتين، مما أدى إلى تقليل التعب وتحسين القدرة على التحمل، كذلك منعت اللاعبين من الوجبات السريعة واللحوم واستبدلتها بنظام غذائي يعتمد على الدجاج المسلوق.
قبل 20 عاما، عرفني فينجر إلى العضلات القابضة في وركي.
في هذا اليوم الأول لفينجر في منصبه، تولى مدربنا الفرنسي الجديد السيطرة الكاملة على عملية الإحماء، وأصبح من الواضح على الفور أن تلك المباريات البطيئة التي استمرت 15 دقيقة كانت شيئًا من الماضي. كان يجب أن تؤخذ إجراءات ما قبل التدريب بجدية أكبر بكثير للمضي قدمًا.
لمدة 30-45 دقيقة أتذكر شد عضلات لم أكن أعرف أنني أمتلكها ، بطرق لم أتعلمها من قبل. لقد كان مزيجًا بين فصل بيلاتيس و plyometric.
أدريان كلارك لاعب أرسنال السابق في حديثه عن أول مران لفينجر مع لاعبي الجانرز.
في أول نصف موسم لي، حققنا المركز الثالث خلف نيوكاسل يونايتد الوصيف بنفس عدد نقاطنا، بينما حقق مانشستر يونايتد اللقب بفارق 7 نقاط عنا.
البداية الحقيقة
ومع أول موسم لي مع الفريق، وسوق انتقالاتي الصيفي الأول، مع الجانرز، قمت بضم مارك أوفرمارس من أياكس الهولندي، مقابل 7.5 مليون يورو، بالإضافة إلى إيمانويل بيتي من موناكو مقابل 3.75 مليون يورو، ولكن بدايتنا لم تكن جيدة، مع الوصول إلى نصف الموسم احتل الفريق المركز السادس، وبفارق 12 نقطة، عن يونايتد بطل الموسم الماضي ولكن، تكتف الجميع في الفريق، لنحقق نصف ثاني من الموسم، بانتصارات متتالية، وانتصار على يونايتد ذهابًا وإيابًا، وأخيرًا انتصار عريض على إيفرتون جعلنا أبطال الدوري لأول مرة منذ 1991، وأصبحت أنا أول مدرب غير إنجليزي يرفع بطولة الدوري، بل وفوزنا على نيوكاسل يونايتد في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بهدفين دون رد لنحقق أول ثنائية، منذ 1971.
ومع موسم جديد، كان الأقرب لتحقيق الدوري، وكأس الاتحاد من جديد، بعد حصد الدرع الخيرية، تحول الأمر إلى كابوس بعد الخروج من نصف نهائي كأس الاتحاد على يد يونايتد بسيناريو عجيب، وضياع الدوري في الأسابيع الأخيرة، والجلوس في المنزل ومشاهدة مانشستر يونايتد يتوج بثلاثية التاريخية.
في سوق الانتقالات الصيفي التالي، تعاقدت مع الصفقة الأهم في تاريخ النادي بآخر السنوات، بالتعاقد مع الشاب الفرنسي تييري هنري قادمًا من يوفنتوس، مقابل 16 مليون يورو، وكان وقتها الصفقة الأغلي في تاريخ النادي مالًا، وبعد ذلك تاريخ.
لكن لم تكن بداية موسم جيد، ظهر هنري بصورة متواضعة للغاية في البداية، بالإضافة لغياب القائد توني آدمز أغلب المباريات للإصابة، وضعف المستوى الدفاعي، لنخرج من دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات، والابتعاد عن مانشستر يونايتد في المنافسة على الدوري، وخسارة نهائي الدوري الأوروبي أمام جلطة سراي، وقبلها الخروج المبكر من الكؤوس المحلية، ليكون موسم صفري وخيبة آمال كبيرة.
من مواسم الضياع إلى كتابة التاريخ
في بداية موسم 2001، عقوبة بالإيقاف لمدة 12 مباراة، بسبب التشاجر مع الحكم بعد طرد باترك فييرا، لكن ظلت الأمور تحت السيطرة قليلًا، حتى جاءت الصدمة الحقيقة حينما سقطنا أمام مانشستر يونايتد في أولد ترافورد بسداسية مقابل هدف، والهزيمة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ليفربول بهدفين مقابل هدف.
لتمر 3 سنوات من الجفاف، لذا بدأت في البحث عن الثغرات الموجودة في الفريق، لإغلاقها، والبداية جاءت من دعم الدفاع، بضم سول كامبل نجم دفاع توتنهام هوتسبير في صفقة، انتقال حر، والصرامة، مع اللاعبين وجمعهم سويًا على قلب رجل واحد.
وهو ما جعل الأمور تتحسن، بالفعل، وحصدنا بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي بالفوز على تشيلسي 2/0، وليس ذلك وحسب بل بعض سلسلة من الانتصارات في البريميرليج، حسمنا البطولة، في ملعب أولد ترافورد بعد الفوز على مانشستر يونايتد بهدف دون رد سجله سيلفان ويلتورد، في الجولة قبل الأخيرة من الموسم.
بعد ثنائية جديدة، وختام موسم 2001/2002 بدون أي هزيمة خارج الدوري، ومع بداية الموسم التالي بدون هزائم، تحديت الاعلام وجميع إنجلترا بإنه يمكننا حصد لقب اللاهزيمة.
ﺻﻨﻌﻨﺎ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﺳﻬل ﻣﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﻫﻮ ﺃﻻ ﻧُﻬﺰﻡ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻠﻌﺒﻨﺎ، ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧُﻬﺰم ﻣﻄﻠﻘﺎ – أرسين فينجر 2002.
سيرنا في الطريق الصحيح، لكن كل الآمال تحطمت مع قذيفة واين روني في شباكنا والتى كتبت انتصار إيفرتون بهدفين، لهدف، ومن موسم جيد، وحلم تحقيق بطولة الدوري بدون هزيمة أصبحت الأمور صعبة، وتعرضنا لنتائج مخيبة للآمال، ليضيع الدوري ويعود لليونايتد من جديد، واكتفينا بحصد بطولة كأس الاتحاد بالفوز على ساوثهامبتون بهدف دون رد.
8 سنوات ليست كافية حتى يفهم بعضهم طبيعة الدوري الذي يلعب فيه، ليطلق علينا أحلامه الشخصية دون حساب. – ألكيس فيرجسون
في الموسم الجديد، عاد حلم دوري اللاهزيمة يروادني.. وهو ما حدث في النهاية، بل وفوزنا 49 مباراة دون أي هزيمة، وحققنا بطولة الدوري الإنجليزي عام 2003 بدون أي هزيمة.
حديثي زرع داخل العقل الباطن لكل اللاعبين رغبة قوية في تحقيق ذلك الحلم في الموسم الذي تلاه. – فينجر
لكن الموسم التالي، ضاع اللقب لصالح تشيلسي، لكننا حصدنا بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي من أنياب مانشستر يونايتد بركلات الترجيح.
مع دخولنا لعام 2004 تغييرت سياسة النادي، ودخلنا في حقبة جديدة، وهي الاستعداد للرحيل عن الملعب التاريخي هايبري، إلى استاد الإمارات، ما جعل النادي مضطرًا للموافقة على الضمانات المالية، من البنوك، والتى أدت إلى تخفيض نسبة الأجور في النادي إلى النصف، وتمديد عقدي مع النادي لخمس سنوات جديدة كضمان لنجاحات النادي.
لكن النجاحات بعد ذلك اختفت وأصبحنا، أبعد من ذلك بكثير، في مواسم تلت مواسم، مع الاكتفاء بالتواجد ضمن المربع الذهبي لسنوات عديدة، وحصد لقب كأس الاتحاد الإنجليزي بين الحين والآخر، والدرع الخيرية، لكن عشت طوال هذه السنوات مع أزمة مالية خانقة، كنت فيه رجلًا أمينًا وحافظت على آرث آرسنال من الكرة الجميلة.
عندما تأكل الكافيار كل يوم، يصبح من الصعب عليك قبول النقانق في اليوم التالي – أرسين فينجر. النهاية.
