من بائع أحذية إلى أحد أفضل مُدربي كرة القدم.. تعرف على قصة ساكي في ذكرى ميلاده الـ 75

دائماً ما تمنحك كرة القدم فرصة لكتابة التاريخ، وهو ما حدث مع الإيطالي أريجو ساكي، من بائع أحذية إلى أحد أفضل مُدربي كرة القدم في التاريخ.

لا يُمكن إعتبار مهنة التدريب سهلة على الإطلاق، وليس من السهل أن تضع إسمك في السجل الذهبي كأحد أفضل مُدربي كرة القدم على مر العصور، الأمر لا يتطلب الإنجازات فقط، بل التغيير في شكل كرة القدم أيضاً، وهذا ما فعله أريجو ساكي.

في ذكرى ميلاد ساكي الـ 75.. نستعرض لكم أحد أبرز القصص في حياته بالإضافة إلى نجاحه في تغيير طريقة لعب كرة القدم الإيطالية.

من بائع أحذية إلى أحد أفضل مُدربي كرة القدم

في سن التاسعة عشر من عُمره، ترك لعب كرة القدم التي ما حلم دائماً بها، وعمل رفقة والده في مصنع الأحذية الذي يمتلكه، ولكن توقف ساكي عن لعب كرة القدم لم يكن آخر المطاف، لقد ظل يحلم بها دائماً ولم تذهب أبداً عن ذهنه

لم يكن من المُمكن أن يُزاول ساكي أي مُهمة أخرى غير كرة القدم، فمن المُمكن أن نقول أن أريجو ساكي وُلد لكي يكون مُدرباً لكرة القدم.

تولي ساكي قيادة فريق ميلان الإيطالي عام 1987، ميلان الذي كان يُحاول إعادة هيبته المحلية بعد هبوطه للدرجة الثانية عام 1980، والذي لم يحصل على لقب الدوري منذ عشرين عاماً، لينجح ساكي في تحقيق أول بطولة له رفقة فريقه الإيطالي بعد توليه القيادة بعام واحد فقط، حيث نجح في تحقيق لقب الكالتشيو عام 1988، ثم تمكن من تحقيق بطولة دوري أبطال أوروبا مرتين 1989 و 1990.

وعقب تولي ساكي قيادة فريق ميلان قام البعض بإنتقاده لعدم لعب كرة القدم ثم أصبح مدرباً على غير العادة في ذلك الوقت فكيف يُمكن أن يُحقق بطولة مع ميلان، حيث رد ساكي على هذا التصريح قائلاً: “لم أكن أعلم أنه إذا أردت أن تكون فارساً جيداً فعليك أن تولد حصاناً أولاً”.

وفي عام 1991، تولى قيادة مُنتخب إيطاليا، حيث تمكن من قيادته إلى نهائي كأس العالم عام 1994 ولكن أخفق أمام مُنتخب البرازيل بضربات الترجيح، ليضع مُنتخب بلاده على وصافة كأس العالم.

وبـ عام 1998 تولى أريجو ساكي قيادة فريق أتلتيكو مدريد الإسباني، ومنه إلى فريق بارما عام 2001.

ساكي والتغيير التكتيكي الذي أضافة لكرة القدم

بعد أن تولى أريجو ساكي قيادة فريق ميلان الإيطالي، كانت طريقة اللعب المشهورة في ذلك الوقت 3-5-2، حيث قام ساكي بالتغيير التكتيكي الذي أحدث الفارق في كرة القدم فيما بعد، حيث جرب طريقة 4-4-2، حيث يُهاجم من الخلف، ويُدافع من الأمام، ويعتمد على الضغط العالي والمُتقدم وإسقاط الخصوم في مصيدة التسلل.

كانت الكُرة الإيطالية في هذا الوقت تعتمد كل الإعتماد على الطريقة الدفاعية، ولكن جاء أريجو ساكي بتغيير الطريقة حيث نجحت وبشدة.

قال ساكي عن الكُرة الإيطالية في الألفية الثالثة: “كرة القدم الإيطالية هي كرة الخوف، نُهاجم بلاعبين ونُدافع بعشرة، الشبّان يبقون على مقاعد البدلاء والناس لا تأتي إلى الملاعب”.

أصبح أريجو ساكي أحد أعظم مُدربي كرة القدم في التاريخ، حيث قضى فترة ليست بالكبيرة في عالم التدريب، لكنه نجح في ترك بصمة جيدة للغاية أثرت على الجوانب الفنية والتكتيكية في عالم كرة القدم، جاء لفريق ميلان الإيطالي في الوقت المُناسب حيث يرى الكثير منذ ذلك الوقت أن ميلان لم يلعب بنفس التناغم والتكتيك الذي لعب به تحت قيادة ساكي.