بعد موسم واحد من الرحيل إلى ليفربول، عاد المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي إلى بيته القديم نادي إي سي ميلان مع بعض التشاؤم بسبب عدمه تسجيله لأكثر من هدف واحد ومستواه السيء مع الريدز، وفي نفس الوقت تغيير الأحلام من المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى المشاغب ذو الأصول الغانية بالنسبة لجماهير الروسونيري.
لكن بعد مرور 5 جولات من الدوري الإيطالي اختلف الأمر، فبات التشائم لصفقة بالوتيلي يتلاشى شيئاً فشيئاً بعد الأداء الجيد له في أول مباراة أمام إنترميلان في الديربي بعد دخوله كبديل، في حين تألق كأساسي أمام أودينيزي الليلة بتسجيل هدف والمساهمة بالفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
رغم البداية المبشرة لسوبر ماريو بالتألق مع ميلان، إلا انه يحتاج لمواصة ذلك والثبات على نفس الأداء لاسترجاع عشق جماهير الفريق التي اضطهدته في آخر موسم له، وليس ذلك فقط بل سيغير أمر في تاريخ ميلان لم يتغير منذ سنوات طويلة.
هذا الأمر يقول أن أي لاعب يرحل عن ميلان ويعود إليه لا يتألق ويعيش أيام سوداء، وحصلت سابقاً مع 6 من أساطير النادي وهم النجم الهولندي رود خوليت والمدربين الأسطوريين آريجو ساكي وفابيو كابيلو وثلاثي جيل التألق في عام الألفية الجديدة ريكاردو كاكا وآندريه شيفشينكو وكلارنس سيدورف.
فقد لعب رود خوليت مع ميلان من عام 1987 حتى عام 1994 وقدم مستويات لا تنسى من ذاكرة عشاق الفريق اللومباردي وتوج رفقته بالألقاب الأوروبية والمحلية، لكنه قرر الرحيل والعودة بعد عدة مواسم، لكنه لم يلعب سوى لشهرين على سبيل الإعارة من سامبدوريا ومن ثم العودة إلى فريقه.
في حين يعتبر ساكي أحد أساطير التدريب في تاريخ كرة القدم بسبب حقبته مع ميلان من عام 1987 حتى عام 1991 والتي غير خلالها العديد من مفاهيم كرة القدم وحقق الألقاب العديدة، لكنه عندما عاد لقيادة الفريق في 1996-1997 واجه فشلاً ذريعاً وانهى الموسم في المركز الحادي عشر.
قبل حقبة ساكي الثانية كان فابيو كابيلو مدرباً لميلان من عام 1991 حتى عام 1996 وظفر مع الفريق بالعديد من الألقاب أبرزها دوري الأبطال عام 1994، لكنه رحل وعاد بعد انتهاء حقبة آريجو، لكن الفترة الثانية حقق مع الفريق المركز العاشر قبل أن يرحل.
وعادت هذه العقدة بعد سنوات مع المهاجم الأوكراني آندريه شيفشينكو الذي صال وجال مع الروسونيري من بداية الآلفية حتى عام 2006 قبل الرحيل إلى تشيلسي مقابل 45 مليون يورو تقريباً، لكنه فشل مع البلوز.
ومن ثم عاد الكونكورد الأوكراني معاراً إلى ميلان في موسم 2008-2009 وفشل في اثبات نفسه قبل أن يعود إلى تشيلسي بعد نهاية اعارته.
في المواسم التي تألق بها شيفا كان هنالك لاعب أخر ساحر في ملعب سان سيرو هو البرازيلي ريكاردو كاكا الذي كان قائداً ونجماً للفريق الذي جلس على عرش أوروبا في عام 2007، لكن بقاءه لم يطل بعدما اشتراه ريال مدريد بعده بموسم مقابل 67 مليون يورو في عام 2009.
لعب كاكا مع ريال مدريد لأربعة أعوام قبل أن يخرج من الباب الضيق إلى ميلان وبصفقة مجانية، لكنه مستواه لم يكن كالذي قدمه في عام 2007 ورحل إلى الدوري الأمريكي بعد موسم واحد.
وأخيراً كان آخر الفاشلين مع العودة إلى ميلان هو لاعب الوسط الهولندي كلارنس سيدروف الذي أبدع مع الفريق لعشرة أعوام، قبل ان يرحل في عام 2012 إلى بوتافوجو البرازيلي.
وفي منتصف موسم 2013-2014 قرر ميلان الاستغناء عن المدرب ماسيمليانو أليجري والاستعانة باللاعب سيدورف ليكون مدرباً لكنه فشل في اعادة الفريق الى المسار الصحيح قبل أن يقال في نهاية الموسم.
والآن جاء الدور على بالوتيلي، فهل يكرر ما حصل مع اللاعبين السابقين، أم يغير تاريخ ميلان ؟
