راموس .. مصارع الثيران الذي سيفقده ريال مدريد أمام ليفربول
يستقبل ريال مدريد مساء اليوم الثلاثاء، نادي ليفربول، على ملعب ألفريدو دي ستيفانو، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، مباراة مرتقبة كان ينتظر فيه جمهور ليفربول انتقام صلاح من راموس، بينما يأمل مشجعي الملكي أن يثبت راموس أنه يقدر على إيقاف هجوم الريدز، لكن من الواضح أن هذه المواجهة ستكون مؤجلة لوقت آخر، بعد غياب راموس عن مباراتي الذهاب والإياب بسبب الإصابة، إصابة ستحرم المشجعين من مشاهدة هذه المنافسة، لكنه ستحرم ريال مدريد من أهم عناصر الفريق في مباراة هامة في مشوار النادي الأكثر تتوييجًا بدوري أبطال أوروبا.
راموس ثور هائج على عشب كرة القدم
سيرجيو راموس الذي أكمل 35 عامًا من أسبوع واحد فقط، لكن بدنيًا لا يظهر عليه الوصول إلى هذا السن، سيرجيو نفسه أعترف بهذا الأمر.
أنا في حالة رائعة وسأقدم أقصى مستوى في السنوات المقبلة، لو لم يكن ذلك الوضع لفضّلت البقاء في منزلي، ولما استحق الأمر العناء. حالتي الجيدة رغم عمري ليست مصادفة، بل هي بذرة عمل السنوات أرى أن اعتزالي لا يزال بعيدا، سيظهر ذلك على جسدي عندما يحين الوقت للاعتزال، لكن حتى اللحظة لم يحن”. راموس في وثائقي حياته الذي تم بثه لأول مرة يوم الجمعة الماضية.
وبغض النظر عن قوته البدنية، يظل الشيء الملموس في دفاع ريال مدريد، هو أن غياب راموس يساوى تراجع أداء رافاييل فاران، وهو ما ظهر جليًا، في هزيمة ريال مدريد، على ملعبه هذا الموسم أمام شاختار دونيتسك الأوكراني بثلاثية مقابل هدفين، هزيمة كادت أن تطيح برفاق راموس مبكرًا من سباق الشامبيونزليج.
لا يكون ريال مدريد بالضرورة أكثر تنظيماً عندما يلعب راموس، ولكن مع قيادته وعقليته، يلعب فاران والمدافعون الآخرون بكثافة وتركيز أكبر ويكونون قادرين على التغلب على الخصوم، يتحول تيبو كورتوا إلى عملاق عندما يلعب خلف راموس، وبخلاف ذلك فاز ريال مدريد بمباراة واحدة فقط من آخر ثماني مباريات في دوري أبطال أوروبا خاضوها بدون سيرجيو راموس، وهذه معلومة قد توضح مدى أهمية قائد منتخب إسبانيا لكتيبة زين الدين زيدان وعلى وجه الخصوص في دوري الأبطال.
راموس مدافع بمرتبة مهاجم
قدراته الهجومية، أمر مهم للغاية، وحاسم، وتاريخ راموس معروف برأسياته التاريخية والتى إنقذت ريال مدريد في أكثر من مناسبة.
في الواقع ليست رأسيته هو الشيء الوحيد الذي يميزه ويجعله المدافع صاحب الـ 101 هدف بقميص الملكي، بواقع 55 ضربة رأس، و22 ركلة جزاء و24 هدفا بقدميه.
22 ركلة جزاء، رقم كبير، في الواقع عندما يتقدم سيرجيو راموس للتسديد ركلة جزاء، هناك شعور لا يخطئ بالحتمية. أنت تعرف فقط أنه سيضع الكرة في الشباك. لم يسبق لأي لاعب أن أظهر مثل هذه القوة الذهنية الرائعة، في تسديد ركلات الجزاء.
إحصائيات راموس مع عودة زيدان
- التدخلات: 58
- الاعتراضات: 62
- تخليص: 120
- الأهداف: 13
وفاز راموس في 12 من أصل 15 تدخلات في الليجا هذا الموسم، أكثر من أي مدافع آخر (15 تدخلًا على الأقل).
راموس هو ثاني أفضل مدافع حصولًا على تقييم في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بنسبة وصلت إلى 7.49 من 10.
وفي الشق الهجومي أيضًا أرقام راموس، هذا الموسم لعب 20 مباراة وسجل 4 أهداف وصنع هدف، بواقع هدفين في الليجا وهدفين في دوري أبطال أوروبا، وصنع هدفًا في دوري الأبطال.
مقارنة بين ثلاثي خط ظهر ريال مدريد
على الرغم من ابتعاد راموس عن أغلب مباريات الموسم لكن تظهر جودته، وإمكانياته، خاصة في جانب التمريرات الصحيحة والاستحواذ على الكرة، بالإضافة إلى تسديداته على المرمى، وتقييمه، بالأخذ في الأعتبار مشاركته في 15 مباراة بالليجا هذا الموسم.
يقتل القتيل ويمشي في جنازته
راموس هو قائد جريء وصريح بالإضافة إلى كونه مدافعًا عنيفًا يتكون أسلوبه من الترهيب الجسدي الصارخ. يشاكس المهاجمين ويتدخل عليهم بعنف وذكاء شديد، ثم ينظر إليهم بازدراء، داعياً إياهم إلى النهوض بإيماءته الشهيرة “الآن”. يمكن أن نقول عليه المثل العربي الشهير “يقتل القتيل ويمشي في جنازته” بل ويطالبه بمواصلة القتال أيضًا.
حتى أن زميله السابق لم يسلم منه، عندما تواجها هذا الموسم، والتقى ريال مدريد، مع إنتر ميلان، وجه راموس عبارات قاسية لزميله السابق أشرف حكيمي عندما سقط على أرض الملعب مطالبًا بركلة جزاء فرد عليه سيرجيو : “انهض يا ابن العاهرة، توقف عن الصراخ مثل الجرذ”.
يمكن أن نقول أيضًا أن راموس كان يعلم أنه أصاب صلاح بالنظر لتعامله معه بشكل مختلف عما يفعله دائمًا عندما يتصدام مع الخصوم، بل هي معاملة لم يحظى به أي من المهاجمين الذين تنافسوا ضد الماتادور، وقد توضح الصور اطمئن راموس على صلاح عقب صدامهم الذي أدي لكسر يد الفرعون المصري، وخروجه من اللقاء باكيًا.
ولد ليفوز
في 895 مباراة. سجل راموس 127 هدفًا، الفائز بكأس العالم وبطولة اليورو مرتين. وبطل دوري أبطال أوروبا 4 مرات. وبطل الدوري الاسباني 5 مرات، ومرتين بطلًا لكأس الملك، والمتوج ببطولة كأس السوبر الإسباني 4 مرات، ورفع كأس العالم للأندية 4 مرات، وبطولة كأس السوبر الأوروبي 3 مرات، والبداية كانت ببطولة اليورو تحت 19 عامًا لذلك أقل ما يقال عن راموس هو أنه ولد ليفوز.
وهنا تكمن أهمية راموس، ليس لأنه قوي بدنيًا، بل لأنه قائد، وهداف، ومحارب، ثور هائج في المستطيل الأخضر، لعب واحد وجوده داخل الملعب يجعل 10 رجال واثقون من أنفسهم، هذا هو راموس بالنسبة لفريق بحجم ريال مدريد.