شراكة أرجنيتينة برتغالية، أبرز بنود الإتفاق عليها “السيطرة على كافة الجوائز الفردية وأن تظل المنافسة حكرًا عليهم”، ظلت الإتفاقية قائمة هكذا لـ10 سنوات دون أن ينجح أحد في إنهاءها، كثيرون من تمنوا مزاحمتهم على منصات التتويج ليس للتصفيق لهم وإنما للتفوق عليهم، وقليلون جدًا من نجحوا فعليًا في ذلك، لأن إصرار الثنائي على إستمرار هذة الشراكة كان مرعبًا، فمن ينجح في التفوق على واحد منهم سيصطدم حتمًا طموحه بالآخر.
الشراكة المقصودة بالطبع هي شراكة الثنائي الأسطوري”ليونيل ميسي” و”كريستيانو رونالدو”، وسيطرتهم بشكل غير مسبوق على كافة الجوائز الفردية بشكل عام وجائزة الكرة الذهبية بشكل خاص أسس الثنائي عالمًا خاصًا يدور حول محورهم فقط، ورغم أحقية العديد من الأسماء بإمكانياتهم الفنية وبكل شيء في التواجد على الأقل ولو لمرة في تلك الحقبة كفائزين لم يحدث ذلك.
نجح ميسي في حصد الجائزة 7 مرات، فيما حققها رونالدو 5 مرات، حقبة إستثنائية وإستمرارية مرعبة لـ10 سنوات.
أستمرت تلك الهيمنة حتى قرر “للوكا مودريتش” لاعب وسط ريال مدريد أن يُنهي سيطرة الكبار، ويكتب سطرًا جديدًا في تاريخ الجائزة ويتوج بها عام 2018، وبعد عامين فقط كاد “روبرت ليفاندوفسكي” مهاجم برشلونة الحالي، أن يبني على ما حققه مودريتش ويزاحم الكبار ويحصد الجائزة ذاتها إلا أن فيروس كورونا منع حدوث ذلك.
وأخيرًا “كريم بنزيما” مهاجم ريال مدريد، الذي نجح في حصد جائزة الكرة الذهبية للمرة الأولى في تاريخه، بعد مرور 4 أعوام على فوز مودريتش، لتتغيير بنود الإتفاقية وتنفض الشراكة، فماذا فعل الثنائي لإحداث ذلك، وكيف أُجهِض طموح ليفاندوفسكي؟
لوكا مودريتش
بعد عشر سنوات من إقتصار المنافسة على جائزة الكرة الذهبية، بين البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي والدون كريستيانو رونالدو، نجح الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب خط وسط ريال مدريد، في كسر هيمنة الثنائي الأسطوري على الجائزة، وكتب أسمه بأحرف من ذهب، وذلك بعدما توج بالجائزة عام 2018.
ماذا قدم مودريتش في عام 2018؟
نجح في تحقيق لقبين رفقة ريال مدريد، وهم:
“دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية”.
مودريتش، مع منتخب كرواتيا:
تمكن من قيادة منتخب كرواتيا للوصول إلى نهائي كأس العالم عام 2018 أمام منتخب فرنسا الذي أقيم في روسيا، وخسر مودريتش النهائي بنتيجة 4-2 ليحصد الميدالية الفضية رفقة منتخب بلده.
على المستوى الفردي:
كما نجح في حصد جائزة أفضل لاعب في كاس العالم هذا العام، وأفضل لاعب في اوروبا.
روبرت ليفاندوفسكي
بعد موسم خرافي حققه النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة الحالي رفقة فريقه السابق بايرن ميونخ، كان ليفاندوفسكي قاب قوسين أو أدنى من أن يحقق الحلم الكبير ويكمل ما فعله الكرواتي لوكا مودريتش ويدخل القائمة التاريخية لجائزة الكرة الذهبية عام 2020، ولكن وقفت جائحة كورونا حاجزًا بينه وبينها، حيث تسبب تفشي الفيروس إلى إلغاء الحفل ليتعرض البولندي إلى خيبة أمل كبيرة في هذا العام بعدما كان المرشح الأوفر حظًا للظفر بها.
فماذا قدم ليفاندوفسكي في عام 2020؟
نجح في تحقيق 4 ألقاب رفقة بايرن ميونخ، وهم:
“الدوري الألماني، السوبر الأوروبي، وكأس السوبر الألماني، وكأس العالم للأندية”.
على المستوى الفردي:
شارك ليفاندوفسكي في هذا الموسم في 40 مباراة، نجح خلالها في تسجيل 48 هدفًا وصنع 9 أهداف آخرين.
بواقع 41 هدفًا في الدوري الألماني، و5 أهداف في دوري أبطال أوروبا، وهدفين في كأس العالم للأندية.
كريم بنزيما
لم يسبق للنجم الفرنسي كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد، التواجد من قبل ضمن ثلاثي المُقدمة في سباق المنافسة على الكرة الذهبية، حتى أفسح موسم 2022 المجال أمامه ليس للتواجد ضمن الثلاثي الأوفر حظًا لتحقيق الجائزة فقط وإنما حسمها أيضًا لصالحه، وذلك بعدما قدم بنزيما موسمًا رائعًا رفقة ريال مدريد ومنتخب فرنسا كان له كلمة الحسم الأولى في الكثير من المواجهات، ليُكلل نجاحه بحصد الكرة الذهبية للمرة الأولى في تاريخه، ليؤكد على إقتراب وداعية عصر ميسي ورونالدو.
بنزيما الذي كان بالأمس يوصف بظل النجم البرتغالي “كريستيانو رونالدو”، ولم يتوقع أحد أن تنفجر إمكانياته بهذا الشكل بعد رحيله بل وتحول إلى مادة للسخرية لعدة مواسم، اليوم هو بطل الليلة.
فماذا قدم بنزيما في موسم 2022؟
نجح في تحقيق 3 ألقاب رفقة ريال مدريد، وهم:
“الدوري الإسباني، كأس السوبر الإسباني، دوري أبطال أوروبا”.
بنزيما، مع منتخب فرنسا:
قاد منتخب فرنسا للفوز “بدوري الأمم الأوروبية”، بعدما نجح في التسجيل أمام بلجيكا في نصف نهائي البطولة في المباراة التي أنتهت بفوز الديوك بنتيجة 3-2، وهز شباك المنتخب الإسباني في المباراة النهائية لتنتهي المباراة بنتيجة 2-1، ويتوج منتخب فرنسا باللقب.
وعلى المستوى الفردي:
“هداف دوري أبطال أوروبا، هداف الدوري الإسباني، أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا”.
سجل المهاجم الفرنسي، 44 هدفا وصنع 15 في 46 مباراة خاضها مع ريال مدريد.
