مسلسل الظاهرة رونالدو (4) | فينومينون رونالدو والليلة الملعونة

يقدم لكم موقع بالجول خلال شهر رمضان المبارك قصة حياة الظاهرة رونالدو بشكل سردي مختلف يمزج بين الفصحى والعامية الدارجة، ونتعرف كل يوم خلال الشهر الكريم على اجزاء من حياة الظاهرة ونعيش معه أهم لحظاته، فرحته، ومعاناته، نشوته، وكسرته في حلقات منفصلة يومياً.

اقرأ أيضا: مسلسل الظاهرة رونالدو (3) | رونالدو لنا إلى الأبد

الإنتر كان سبب لتحقيقي رقم قياسي جديد قبل حتى ما ألبس تيشرت النادي، 28 مليون يورو كان قيمة انتقالي اللي خلتني أغلى لاعب في العالم بعد ضرب رقمي القديم مع برشلونة وهو 20 مليون يورو، لكن نبوءة إنتر الأولي اتحققت.

فينومينون رونالدو

إسطورة الإنتر خافيير زانيتي: ” كانت خطتنا تعتمد على شئ واحد وهو رونالدو ، كنا نعطيه الكرة وكل ما علينا فعله مشاهدة المدافعين يسقطون من خلفه”.

قبل ان أصل إلى إيطاليا كان الجميع يلقبونني في إسبانيا بالوحش، لكن مع تألقي بقميص الإنتر أصبحت “فينومينون” الظاهرة رونالدو، أتذكر جيداً هذا اليوم، كنا نواجه فريق بياتشينزا في كأس إيطاليا وسجلت يومها هاتريك لتلقبني الصحافة الإيطالية بالظاهرة.

كانت بدايتي رائعة مع الإنتر، انفجرت في الملاعب الإيطالية كأنني قنبلة، صرت أصول وأجول بلا توقف أمزق شباك كل فريق نواجهه، سجلت 25 هدف، وبقيت وقتها أول لاعب أجنبي يسجل أكبر عدد من الأهداف في الدوري الإيطالي وافضل لاعب في إيطاليا في أول موسم ليا في الكالتشيو، وحصدت الكرة الذهبية كأصغر لاعب يفوز بالبالون دور والحذاء الذهبي.

اقرأ أيضا: مسلسل الظاهرة رونالدو (2) | حينما امتلكت مهارة مارادونا ودقة بيليه

الليلة الملعونة

بدأت في مونديال فرنسا بشكل رائع مسجلاً 4 أهداف وصناعة 3 أهدف آخرين، وقدمت أداءً كبيراً في مباراة نصف النهائي أمام هولندا، لأقود منتخب بلادي إلى نهائي كأس العالم أمام البلاد المضيفة فرنسا بقيادة غريمي في هذا الوقت زين الدين زيدان نجم الديوك الفرنسية.

اقرأ أيضا: مسلسل الظاهرة رونالدو الحلقة الأولى | صعوبة حياة مونيكا

نحن الآن في صباح يوم 22 يوليو عام 1998، فندق إقامة المنتخب البرازيلي بمدينة باريس – صوت صراخ روبرتو كارلوس يخترق الآذان “رونالدو يحتضر”.

صرخات كارلوس، جعلت زميلينا إيدموندو وسيزار سامبايو يهرعان ليروا وماذا يحدث.

روبرتو كارلوس: “ذهبنا قبل المباراة لتناول وجبة الغداء ثم عدنا للفندق، كنت أنا وروني زميلين في الغرفة، شاهدنا بعض سباقات الفورمولا 1 سوياً ، ثم ذهبت لسريري للراحة قليلاً، وفجأة وجدت رونالدو كأنه يُصعق بالكهرباء ويخرج زبد من فمه، ذهبت سريعاً لمناداة الطبيب ومن حسن حظي قابلني إدموندو وأخرج لسان رونالدو قبل إن يبتلعه، ثم أعطاه الطبيب حقنة مهدئة جعلته ساكناً كان الأمر حقاً مرعباً”.

بعد إن افقت وجدت الجميع ينظر لي بشكل غريب على الغداء حتى أخبرني الطبيب ما حدث لي، وإنني كنت على وشك مفارقة الحياة واقنعني بضرورة إجراء فحوصات طبية.

ملعب فرنسا – بمدينة سانت إيتيان قبل بداية المباراة بساعة أعلن تشكيل المنتخب البرازيلي بدون رونالدو في مفجأة كبيرة.

قبل بداية المباراة النهائية بـ 40 دقيقة – تحدثت مع ماريو زاجالو مدرب المنتخب وقلت له أريد أن أشارك أنا بخير ونتائج فحوصاتي جاءت سلبية، ولم يكن أمام زاجالو، سوى الانصياع إلى كلامي وتعديل التشكيل لابدأ أساسياً، ليعلن المذيع الداخلي دخولي إلى تشكيل السيليساو قبل دقائق من إنطلاق المباراة.

ليوناردو أرواجو: ” لم نكن ندري ماذا حدث، كان الجميع في حالة صدمة، كنا نريد الإطمئان على صحة رونالدو، نزلنا بتشكيل بدونه وكانت توجد تعليمات معينة لبعض اللاعبين وخاصة إدموندو (بديل رونالدو) في الركلات الركنية، ولكن فوجئنا بعودته وإلحاقه بالتشكيل قبل بداية المباراة بدقائق قليلة، كنا قلقين على رونالدو وعند كل لمسة له أو ضربة كنا نجري للإطمئتان عليه خوفاً من حدوث مكروه له، كانت المباراة من الأصعب والأكثر ألماً في حياتي”.

في هذه المباراة كنت قد تركت مهاراتي في الغرفة، لم أقدر أن أمر من المدافعين ذهني كان شارداً وأدائي باهاتاً، كنت جثة في الميدان، شبح رونالدو لم أكن رونالدو قط، لكنني خسرت النهائي، لكن لم أخسر حياتي.

يتبع…