مشروع باريس – بوكيتينو وحلم الشامبيونزليج

المسألة هي أن نتعلم وأن نكتسب خبرات، وليفربول كان في العام الماضي في نفس وضعنا الحالي، وهم الآن في وضع ريال مدريد في العام الماضي – بوكيتينو بعد الهزيمة في نهائي الشامبيونزليج 2019 (قاعة مؤتمرات ملعب واندا ميتروبوليتانو)

مرت 3 سنوات على إنجاز ماوريسيو بوكيتينو التاريخي مع نادي توتنهام هوتسبير، عندما قادهم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2018/2019، والذي وضعه ضمن مصاف المدربين الكبار، وجعله هداف دائم لكبار الأندية الأوروبية، ويبدو أنه حصل على الخبرات التى احتاجها الآن، وليس كذلك فقط بل فريق باريس سان جيرمان مر بهذه التجربة المريرة وحصل على الخبرات المطلوبة، بعد السقوط في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي أمام بايرن ميونيخ، فهل سيتحقق المراد هذه السنة؟

لا يخفى على أحد أن باريس سان جيرمان يسعى منذ لحظة الاستحواذ القطري، للفوز بدوري أبطال أوروبا، وهو حلم كاد أن يتحقق في نهائي النسخة الماضية، لكن رأسية لاعبهم السابق كينجسلي كومان حالة دون ذلك وكتبت النصر للعملاق البافاري في نهائي خلف الأبواب المغلقة ونسخة استثنائية من الشامبيونزليج.

مشروع باريس الجديد

“في توتنهام، حصلنا على الوقت اللازم لتطوير شيء ما، وقطفنا ثمار ذلك بمزيج من اللاعبين الشبان والمخضرمين، لكن مشروع سان جيرمان كان مختلفا لسنوات عدة. سنرى كيف سنتمكن من خلق مشروع مختلف عما فعلناه في توتنهام لكن مع الهدف ذاته، وهو الفوز بالألقاب”. بوكيتينو بعد شهرين من تولي المسؤولية في باريس سان جيرمان

ربطت بعض التقارير رغبة باريس سان جيرمان بالتعاقد مع كل من سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد، وليونيل ميسي أيقونة برشلونة، وسيرجيو أجويرو نجم مانشستر سيتي، ثلاثة أسماء لها وزنها في تاريخ كرة القدم، لكن الثلاثة تجاوزت أعمارهم الثلاثون عامًا، وأصبحت سنواته في عالم كرة القدم معدودة، ويبدو أن تعاقد البي إس جي مع ميسي هو الأكثر واقعية في حال التفكير في عدم تدمير الفريق عن طريق تفريغه من الشباب وملؤه بالعواجيز مهما كانت قيمتهم التاريخية لسنوات عديدة.

ومن المؤكد أن بوكيتينو يفضل استخدام اللاعبين الشباب، واعطائهم الفرصة، وهو ما ظهر خلال سنواته الخمسة مع السبيرز، والفترة القصيرة التى مرت منذ توليه قيادة نادي العاصمة الفرنسية، لذا من المستبعد أن تكون صفقتي راموس وأجويرو جزءًا من مشروع البي إس جي، على الرغم من إمكانية التعاقد معهما مجانًا لنهاية عقودهما بنهاية الموسم الجاري.

لكن المدرب الأرجنتيني قد يفضل لاعبين شباب مثل ديلي آلي لاعبه السابق أثناء تولى مهمة توتنهام، كذلك إيمريك لابورت مدافع مانشستر سيتي، والإبقاء على مويس كين، بالإضافة للحفاظ على خدمات مبابي.

دوري أبطال أوروبا.. أحيانا تعطيك كرة القدم فرصة للانتقام

“من الواضح أن هذا النادي يطمح للفوز بدوري الأبطال. تحاول العديد من الأندية الأخرى الفوز به أيضا وقد استثمرت الكثير من الأموال لكنها لا تستطيع الفوز به لأن الأمر ليس بهذه السهولة”. بوكيتينو

ابن مدينة ميرفي، رجل واقعي للغاية، ويعرف أن بطولة دوري أبطال أوروبا لتأتي بسهولة إلى من يدفع الأموال في سوق الانتقالات دون رؤية واضحة وخطة ممنهجة، لذا فهو على علم تام بما سيواجهه من صعوبات لتحقيق الحلم الباريسي.

على ما يبدو أن كرة القدم ستعطي بوكيتينو وباريس سان جيرمان فرصة للانتقام من بايرن ميونيخ، العملاق البافاري الذى أذل توتنهام بسباعية على ملعبه ودق مسمارًا في نعش الأرجنتيني مع السبيرز، وفي نهاية الموسم حطم آحلام الباريسين في نهائي لشبونة.

المدرب البالغ من العمر 49 عامًا، أمامه فرصة رائعة للغاية من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد وهو إقصاء بايرن ميونيخ حامل اللقب والمرشح الأول لحصد البطولة، كذلك الانتقام لنفسه، وللبي إس جي.

أطحنا ببرشلونة وسوف نصب تركيزنا على مواجهة البايرن مع هدف واحد أمامنا وهو التأهل لنصف النهائي، دوري الأبطال بطولة من الصعب للغاية الفوز بها حيث يجب مواجهة أفضل الفرق وسيتعين علينا مواجهة حامل اللقب. بوكيتينو عقب الإعلان عن مقابلة باريس سان جيرمان لبايرن ميونيخ في دور ربع نهائي دوري الأبطال.

الحفاظ على الهيمنة الفرنسية

المدرب الأرجنتيني خاض نهائي وحيد خلال فترته القصيرة مع باريس، واستطاع التتويج ببطولة كأس السوبر الفرنسي، على حساب مارسيليا بنتيجة 2/1 في ثالث لقائته حينها مع البي إس جي، وهي أول بطولة لـ بوكيتينو كمدرب.

باريس سان جيرمان يحظى بموسم صعب في الدوري الفرنسي، حيث فقد صدارة الليج آ لفترات طولية هذا الموسم قبل استعادته من جديد، ويملك فرصة ذهبية للابتعاد بالصدارة في حال انتصاره بالجولة القادمة على ليل منافسه هذا الموسم على البطولة، التى توج بها 7 مرات في آخر 8 نسخ، ولا يرغب باريس في ضياع اللقب، مع انشغاله بالهدف الأهم وهو ذات الآذنين.

بوكيتينو منذ قدومه إلى العاصمة الفرنسية، قاد الفريق في 19 مباراة، انتصر في 14 وتعادل مرتين وخسر 3 مرات فقط، مسجلًا 42 هدفًا، واستقبلت شباكه 14 هدف، ونجح في صدامه الأوروبي الأول مع باريس بإقصاء برشلونة بعد التغلب عليهم 4/1 في الكامب نو، والتعادل 1/1 في ملعب بارك دي برانس بإياب دور الـ 16، ليؤكد على أنه يعلم المطلوب منه في مهمته الجديدة.