من جيامباولو إلى بيولي، تغيير في الأسماء فقط (الجزء الثاني)
هذا هو عنوان المقال الذي كتبته عند تعيين بيولي مدرباً للميلان، و يبدو أني كنت محقاً، فوز يتيم أمام سبال و خسارتين و تعادل، و سيلعب في قادم الجولات مع اليوفي و نابولي مما يعني مزيداً من الهبوط في النتائج و الترتيب!
بيولي لم يكن سيئاً بكل صراحة، غير في التشكيل و طريقة اللعب قليلاً، لم نعد نرى بوريني و بن ناصر أصبح أساسياً و عاد بيوتيك للتسجيل، تحسن مستوى كاستييخو و استعاد تشالهان أوغلو بعضاً من بريقه، محاولات الفريق زادت و بناء الهجمات أصبح أفضل لكن النتائج بقيت على حالها.
في مباراة الأمس سيطر الميلان كثيراً و استحق الفوز، أضاع فرصاً كثيرة و تم ضربه بمرتدة من لاتسيو حرمته من التعادل حتى، و هنا بيت القصيد، الفريق بكل بساطة لا يستطيع الفوز، رتم الفريق هبط كثيراً في آخر المباراة، ذهنياً يقدم اللاعبون ستين دقيقة أو أكثر قليلاً ثم يبدأ التخبط و التبديلات لم تخدمهم، لياو سيء لحد اللحظة و أضاع فرصاً سهلة كعادته منذ قدومه، دفاع الفريق يُخترق بسهولة، تمركز المدافعين “بدائي” بكل معنى الكلمة، لا يوجد لاعب يسيطر على رتم المباراة في الفريق، بن ناصر ممتاز و لكن يحتاج لاعباً آخر على الدائرة بجانبه، بحروف أخرى “ضابط للايقاع” و مسير للهجمات، لاعب يتمتع بذكاء كروي و يستطيع ضرب دفاعات الخصوم بتمريرة خلف أو بين الخطوط، يوفر المساحات لغيره بتحركاته و وقوفه على الكرة و لا يفقدها كثيراً، مزيج من دي يونج مع اياكس و جورجينهو مع نابولي و لكن بنزعة هجومية أكبر، تشالهان لاعب مباشر، يسدد من خارج المنطقة أو يصنع الهجمات بالطريقة الكلاسيكية، ما يحتاجه الميلان هو لاعب بينه و بين بن ناصر في المركز رقم 6، طبعاً مع جناحين جديدين بمهارات تليق بنادٍ كالميلان، ممفيس ديباي مثلاً!
كل ما ذكر سابقاً مربوط بالتأهل لدوري الأبطال، و هو ما لن يحصل إلا إن تحسنت تشكيلة الفريق، و هي متاهة تحتاج معجزة للخروج منها، كلام الإدارة عن بناء مشروع في أقل من عشر سنوات غريب جداً، الفريق يعاني منذ ثمان مواسم، و بناء فريق جديد في حال توافر ظروف معينة لا يحتاج لأكثر من ثلاث مواسم، خصوصاً أن التشكيلة ليست كارثية لكنها تحتاج لبعض التدعيمات مع التخلص من بعض الزوائد و مدرب يستطيع تطوير هذه العناصر، و خلف كل هذا مدير رياضي يقود هذه الاوركسترا و يدعمها بالعازف المناسب حسب المقطوعة و زمانها، و لا يوجد شيء مما سبق في الميلان حالياً، الحل ليس بالسهل و لكنه أسهل مما يعتقد من يدير النادي، أندية كـَ روما، لاتسيو و نابولي تمر بنفس الظروف و بميزانية مساوية أو أقل حتى و تقدم مستويات أفضل في آخر السنوات حتى إن نابولي يعد المنافس الوحيد لليوفي قبل هذا الموسم و عناصره ليست بتلك النجومية، الحل في الميلان يبدأ من الإدارة قبل الملعب و إلا فإن الكوارث ستستمر و ربما يطول الأمر لأكثر من العشر سنوات التي تحدثوا عنها!
كاتب المقال 👇